الْآَن حَان وَقْت بَوْح قَلْبِي
الْآَن حَان وَقْتِه لِيَنْفَجِر
وَيَبُوح بَعْد صَمْتُه
الْمُلَازِم لَه ..
فَأَطْلِق قَلْبِي زَفَرَات مِن الْأَلَم عِنْدْبَوحِه
بَعْدَمَا كَان الْصَّمْت يُلَازمُه لأشْهر ...
فَإِلَيْك أَكْتُب
يَامَن أَتْقَنَتْنِي الْصَّمْت
وَإِلَيْك أَكْتُب
يَامَن أَذَقْت قَلْبِي الْجِرَاح
وَإِلَيْك أَكْتُب
يَامَن قِسَيِت عَلَى قَلْبِي
وَإِلَيْك أَكْتُب
يَامَن صَدَّيْت عِنْد حَاجَتِي لَك
وَإِلَيْك أَكْتُب يَامَن عَلَّمْتَنِي الْصَّمْت
حَتَّى أتْقَنَتِه وَصَار جُزْءَا مِنِّي
كَم قِسَيِت عَلَى قَلْبِي
فَأَتَأَلَّم مِن قَسْوَتَك
فَأَبْقَى صَامَتْه حَتَّى لَا أُزْعِجُك
بَكَثْرَه عِتَابِي ....
كَم كُنْت أَنْتَظِرُك حَتَّى بُزُوْغ شَمْس
يَوْمَا ًجَدْيِد
فَلَم تَقْدِر ذَالِك وَتَتَجاهَلْنِي
فَأَبْقَى صَامَتْه
حَتَّى لَا أَغْضَبَك ...
كَم كُنْت أضْغَط عَلَى نَفْسِي
لأعمَل مَاتُرِيَدِه مِنِّي
لأكُوْن الْافْضَل فِي عَيْنَيْك
فَأَرَاك تَسْتَصْغِر مَا أعَمَلَّه لَك
فَأَبْقَى صَامَتْه
حَتَّى لَا أُضَايِقك بِكَلَامِي ...
وَالْآن أَرَاك تَصُد عَنِّي
بَعْدَمَا كُنْت تَشْتَاق لِي
مَاذَا أصَابَك يَاصَاحِب الْصَّمْت
حَتَّى تَفْعَل مَعِي هَكَذَا ...
فَالَآَن لم يعد قَلْبِي يَتَحَمَّل ماتَفَعَلَّه مَعَه ...
فَيَظَل يَلْتَزِم صَمْتُه حَتَّى الْمَمَات
أَتَعَلَّم لِمَاذَا ؟!
لإنَّه لَا يُعْرَف أن يُجَارِيْك فِي بُوَحَك
حَتَّى لَا تَحْقِرُه وَتَحْتَقِر بَوْحِه
فَالصَّمْت أفْضَل
لِمَن كَان فِي مِثْل حَالَتِي
حَتَّى لَايُحْرِج نَفْسِه وَيُعَرِّضُهَا لَسَّخِرَيْه
فَمَن كُل أَعَمَاق قَلْبِي
أَشْكُرُك يَاصَاحِب الْصَّمْت
لأن طُعُوْنِك جَعَلْتَنِي أتْقَن الْصَّمْت
فَصَارَت الْلُّغَه الْوَحِيدَه الَّتِي أتْقِنْهَا
فَشُكْرَا لَك فَشُكْرَا لَك
وَمَن الْآَن
سَيَبْقَى الَصَمْت عُنْوَانِي حَتَّى مَمَاتِي ...